قال تعالى في كتابه العزيز الكريم: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
يعتبر شهر رمضان المبارك واحداً من أكثر أشهر السنة بركةً على الإطلاق، وذلك نظراً إلى تكريم الله لهذا الشهر بأن جعله الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم على قلب عبدِه وحبيبه رسول الله الأعظم محمد –صلى الله عليه وسلم-، بالإضافة إلى أنَّ الله تعالى جعله شهر الصيام المبارك في الشريعة الإسلامية؛ فالمسلمون المقتدرون بدنياً وفي كافَّة أرجاء العالم مطالبون بصوم أيّام هذا الشهر العظيم كلِّها، منذ طلوع فجر كلِّ يومٍ من أيامه إلى مغيب الشمس في نفس اليوم. يذكر أنَّ شهر رمضان المبارك هو الشهر التاسع من العام هجري؛ حيث يأتي بين شهري شعبان (الشهر الثامن)، وشهر شوّال (الشهر العاشر).
فوائد شهر رمضان لشهر رمضان المبارك العديد من الفوائد الهامَّة والمتنوّعة والتي تشمل كافّة مجالات الحياة، والتي تتعلَّق أيضاً بكلِّ ما يهمُّ الصائم، ومن أبرز هذه الفوائد ما يلي:
- لشهر رمضان المبارك فوائد لها أوّل وليس لها آخر على المستوى الروحي والتعبُّدي؛ ففي رمضان تتضاعف أجور كافة أنواع العبادات، لهذا السبب فإنه يستحسن من جميع الناس أن يتفرغوا تفرُّغاً تامَّاً من كلِّ شئ إلَّا من الأعمال الضرورية كالدراسة والعمل، وأن يقضوا معظم أوقاتهم في العبادة، فلحظات هذا الشهر العظيم لا تُعوَّض ولا تُقدَّر بثمن، لما تحمله معها من خيرٍ عميمٍ، وأجرٍ وفيرٍ، ورحمةٍ لا متناهية، ومغفرة وسع حجمها السماوات والأرض.
- الفائدة الثانية التي يحملها هذا الشهر المبارك معه هي الفائدة الصحيَّة، فالصيام وبحسب المختصين يُحسِّن من صِحَّة الإنسان، حيث يساعد الصيام على معالجة التهابات المعدة، كما ويساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم، ويعمل على تنظيم ضغط الدم، ويعالج الحصوات، ويعمل على معالجة العديد من الأمراض الجسديّة الأخرى. أمّا على المستوى النفسي للإنسان، فإنَّ للصيام دورٌ كبير في تهذيب النفس الإنسانية عن طريق منعها عن شهوات الأكل، والشرب، والجنس، الأمر الّذي يعمل على التقليل من التأثير الكبير والاستحواذ الهائل لهذه الشهوات على الإنسان، الأمر الذي يضرُّ به إن زاد تفاعله معها واستجابته لها عن الحد الطبيعي.
- الفائدة الثالثة من فوائد هذا الشهر العظيم، أنَّه يُقوِّي الروابط الأسرية بين الأشخاص في العائلة الواحدة، وفي الحي الواحد، وفي المدينة الواحدة، فصلة الأرحام، وزيارة الأقارب، والاطمئنان على صحّة المرضى، والتبرّع للفقراء والمحتاجين، كلُّ هذه الأعمال وغيرها العديد من الأعمال الأخرى هي من أفضل الأعمال التي ينال من خلالها المسلم الأجر العظيم في الدنيا والآخرة -بإذن الله تعالى-.